taouiala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حكايات ما وراء الطموح

اذهب الى الأسفل

حكايات ما وراء الطموح Empty حكايات ما وراء الطموح

مُساهمة  Admin الأحد أكتوبر 11, 2009 12:51 am

حكايات ما وراء الطموح Forbes-400-richest-americans

تكاد السنة تلفظ أنفاسها الأخيرة مع تهشم الأيام بدويّ صامت. لم يبق الكثير حتى تعلن رحلة الزمن عن انطلاقها إلى 2010 قاطعة لعام 2009 تذكرة الذهاب بلا أي مجال للإياب.
كتب القدر لأكتوبر و نوفمبر أن يكونا آخر مُضيفين لجميع الأعوام على مر العصور، لهذا غلب عليهم طابع الكآبة والبرودة لكثرة السنوات التي ودعوها في ذمة التاريخ. لكسر هذا الجمود القابض على روح آخر شهور السنة، تفتقت عقول البشر بأفكار تنثر رذاذ ورديّ على لوحة غطتها أوراق الخريف المُفتتة.
وهذا الوقت من العام- ككل عام- انسب وقت لبدء إظهار نتائج تقييميه لعام 2009، ومن ضمن هذه اللوائح أمامي اليوم لائحة بأثرياء أميركا لعام 2009.
بيل جيتس..والصدارة
كيف يمكن لـ "بشر بعقل واحد" أن يكون ضمن هذه اللائحة؟ فرض السؤال نفسه علي بينما كنت أتصفح لائحة أثرياء أمريكا الـ 400..مُحَمّلة بخيبتهم و نجاحاتهم التي تُقدّر ببلايين الدولارات.

كما هو الحال كل عام تصدر "بيل جيتس" القائمة، فبعد أن أنشأ مايكروسوفت عام 1973 قرر الاكتفاء بعام أكاديمي واحد بجامعة هارفارد..فخلَّف الكتب الدراسية خلفه وجرى وراء حلمه و طموحه مُخرِجاً أفكاره من صندوق الأفكار التقليدية.. مُطلِقاً لها عنان الحرية..فكانت كبساط الريح الذي صنعه ثم استخدمه ليحلق به فوق الغيوم.

أيمكن أن يكون للمستوى الدراسي دور أساسي لجعل شخص ما ضمن هذه اللائحة؟ سؤال آخر انبثق من العدم بعقلي لكنه تلاشى فور إكمال قراءتي للمستويات التعليمية لمعظم هذه اللائحة..فأغلبهم التحق بالجامعة لمدة قصيرة ولم يحصل على أي شهادة عُليا، و بعضهم الآخر لم يُذكر حتى مستواه التعليمي، فبيل جيتس لم يحصل على تلك الشهادة التي حصل عليها العديد و اكتفوا بها كديكور يزين مسيرتهم الحياتية فقط.

الفقر ..طريق الغنى !

ربما يلعب المستوى الاجتماعي دوراً أساسياً في جعل "بشر بعقل واحد" بين هؤلاء؟ و لكني تداركته و وأدته في مهده لكون اغلبهم نشأ بحياة معدمة فقراً و حاجة..فشيلدون اديسلون - صاحب الفنادق في لاس فيجاس والذي تراجع إلى المركز السادس و العشرون بسبب خسارته 19 بليون خلال سنتين بعدما كان يصنع مليون كل ساعة عام 2006- كان بائع جرائد متجول في سنوات مراهقته.
أما أوبرا وينفري - التي خسرت عدداً لا بأس به من ملايينها هذا العام وبهذا حلت في المركز 141 وفقاً لإحصائيات "فوربس"- كانت حياتها ما قبل الشهرة مسلسل تراجيدي أصعب من أن يتفتق به عقل مؤلف مبدع. أوبرا يُضرَب بحياتها المثل كأكثر الشخصيات ثباتاً في تسلقها هرم "مازلو" المتسلسل للاحتياجات خطوة بخطوة والذي يُقسّم لخمس أجزاء..قاعدة الهرم تُمثل الاحتياجات الفسيلوجية كالطعام، الشرب، و النوم و كانوا حلم صعب المنال لأوبرا في سنوات طفولتها..الشريحة الثانية بالهرم تُمثل الأمان الذي انعدم في حياتها لفترة..أما الشريحة الثالثة من الهرم والتي وصلت إليها بخطى ثابتة تمثل العائلة، الصداقة، والانتماء..و في الشريحة ما قبل الأخيرة تسكن الثقة بالنفس و تحقيق الطموح و هو ما نالته عندما بدأت حياتها الإعلامية كابتسامة منحها إياها القدر..إلى أن ترأست الهرم ووقفت على قمته رافعة راية النصر حينما بدأت تحل مشاكل الناس و باتت كالحلم المستحيل في مخيلتهم.

"أطفال".. مليارديرات !!

في الأخير جال بخاطري أنه لا بد و أن للسن دور كبير في المكانة التي وصلها هؤلاء، ولكن حتى هذه الفكرة لم اهنأ بها عندما رأيت اسميّ مؤسسي جوجل – سيرجي برين و لاري بيج- يتصدران قائمة العشرين الأوائل فحلا كلاهما في المركز الحادي عشر..وكلاهما لم يتجاوز بعد الثالثة والثلاثين!!.
النقطة البيضاء في كل هذا هي الإعمال الخيرية التي يتبناها اغلبهم، بيل جيتس مثلا بعد أن حقق طموحه بأن يجعل من جهاز الحاسوب جهاز قيّم في كل منزل وعلى سطح كل مكتب..بات حلمه هو و زوجته تخصيص جزء من ثروتهما لرعاية الصحة وتأمين التعليم على مستوى العالم للمحتاجين فقاموا بإنشاء مؤسسة بيل و ميليندا.
أما أوبرا وينفري فمشهورة بـ "هدر" ثروتها على المحتاجين داخل و خارج أمريكا. فهي تسرف بضمير مرتاح على كل من يحتاج لها ..خصوصا فتيات أفريقيا في المناطق الفقيرة اللواتي تنعكس صورتهن على جدول مياه شهرتها فترى صورة طفولتها التي عكّر صفاءها الفقر و الحاجة.
تراصت أسئلتي أمامي كدُمى خشبية شنقتها حبال بلاستيكية متوارية خلف ستارة سوداء..أخذت تتقافز بطريقة مستفزة عشماً بتخليصها من حبال المشانق التي أمسكتها أيادٍ قدرية خفيّة .
وكما يبدو من سير هؤلاء القوم انه ليس للعلم، أو الحالة الاجتماعية، أو السن، أو المكان والزمان سبب لنجاحهم بل الطموح الجامح والحظ الجيد فهناك من ابتسم له القدر لفترة من ثم جاءت الأزمة الاقتصادية لتفتك بتسلسل ملاينه..وتحرمه من تصدّر قائمة 2009.


مها النونو - الجزيرة توك - ميتشيجن
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 302
تاريخ التسجيل : 31/10/2008

https://taouiala.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى